السحر السفلى 00201062063637
مــــــــــــــرحبا بكــــــــــــــ فى السحر المـــــــــغربي السفلي نرحب بك فـــــــى
اسرتنا تفضل بالدخول أهــــــــــلا وسهــــــــلا بكـــ معنــــــــــــــا تعلم الروحانيه بسهوله نستطيع جلب الحبيب عمل خواتم نصره وقبول عام وتهييج النساء للجنس وسلب الاراده والطاعه كما نعطي وصفات مجربه ومضمونه للتهييج والجلب وخدمات أخرى


00201062063637

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السحر السفلى 00201062063637
مــــــــــــــرحبا بكــــــــــــــ فى السحر المـــــــــغربي السفلي نرحب بك فـــــــى
اسرتنا تفضل بالدخول أهــــــــــلا وسهــــــــلا بكـــ معنــــــــــــــا تعلم الروحانيه بسهوله نستطيع جلب الحبيب عمل خواتم نصره وقبول عام وتهييج النساء للجنس وسلب الاراده والطاعه كما نعطي وصفات مجربه ومضمونه للتهييج والجلب وخدمات أخرى


00201062063637
السحر السفلى 00201062063637
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المملكة الإنسانية

اذهب الى الأسفل

المملكة الإنسانية Empty المملكة الإنسانية

مُساهمة من طرف سمر وهبه الخميس ديسمبر 24, 2009 3:02 pm

--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

قال رب العزة تعالى:{ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون ِوَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }.

خَلقُ الإنسان هذه المعجزة الأزلية وهذا السرّ المكنون الذي كان من أمره تعالى...
وخلق هذا الكائن في هذا الإعجاز اللامتناهي الدقة لا يعقل أن يكون عبثياً وهذا محال في حقه تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ} {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}.{مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.و قد عمي أغلب الناس عن هذه الحقيقة و استحبوا العمى على الهدى {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا}.
ولو أنهم أمعنوا النظر في أنفسهم فقط {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} في هذا الكمال وهذه الصنعة الربانية لعرفوا الطريق الصواب الصحيح. ألم يقل صلى الله عليه وآله (من عرف نفسه فقد عرف ربه).

وفي بحثي عن هذه الحقيقة أرشدني ربي لكتاب أُعده من النفائس وهو المسمى (بالتدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية) لسيدي محي الدين بن عربي الطائي وهو أول مؤلف له رحمه الله ويعتبر من أكابر السادة الصوفية وهذه نبذة عن حياته:
الصوفي العَلَم.. الأديب الجهبذ.. و الفقيه النيِّر...الفيلسوف العبقري الذي له في علوم التصوف بصمات لا تنسى أبداً فوصفه المستشرق الألماني كارل بروكمان (إن ابن عربي ذلك الفيلسوف القدير هو من أخصب المؤلفين عقلاً و أوسعهم خيالا...)
هو أبو بكر محي الدين بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي من ولد عبد الله بن حاتم أخو عدي بن حاتم الفقيه الصوفي الشهير، ولد سنة 560 هـ في السابع عشر من رمضان في مدينة مرسية في الأندلس من أبوين كريمين في ظل أسرة غنية ومشهورة بالتقوى و الصلاح ووافته المنية في سنة 638 هـ. رحمه الله تعالى...
ومن شيوخه :
أبو بكر محمد بن خلف اللخمي من أكابر علماء القراءات .
ومنهم أبو عبد الله محمد بن سعيد المعروف بابن زرقون وكان ضالعاً بالحديث الشريف.
ومنهم أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى الفقيه المالكي .
وهم كثير لا يسعنا ذكرهم هنا...

يقول رحمه الله:
مرضت فغشي علي من المرض بحيث اعتبروني من الموتى ... فرأيت قوماً كريهي المظهر يريدون إذابتي... ورأيت شخصاً جميلاً طيب الرائحة شديداً يدافع عني حتى قهرهم فسألته من أنت فقال أنا سورة (يّس) أدفع عنك فأفقت من غشيتي وإذا بأبي -رحمه الله- عند رأسي يبكي وهو يقرأ سورة (يّس) فأخبرته بما شهدته...

أما رحلاته و كتبه:
كانت بداية أسفاره في بلاد الأندلس حيث اجتمع بالعديد من أرباب التصوف فيها ثم انتقل إلى بلاد تونس سنة 590 هـ ثم عاد إلى اشبيلية ثم قصد مدينة فاس ببلاد المغرب ومكث فيها يعكف على الدراسة و المجاهدة حتى نال مقام التجلي سنة 593هـ ثم انتقل سنة 594هـ إلى مرسية ثم إلى ألمرية وهناك انقطع للعبادة و التأليف فكان كتابه "مواقع النجوم" وهو رسالة رائعة في التصوف والزهد ثم انتقل بعدها إلى مراكش ثم إلى تونس مرة أخرى حيث استقر هناك مدة و ألف هناك عدة كتب منها "إنشاء الدوائر و الجداول" و "عنقاء المغرب"... ثم رحل إلى مكة المكرمة سنة598هـعبر مصر حيث ألف فيها "ترجمان الأشواق" وهو ديوان شعري رائع يحكي فيه عن الحب الّهي وقد شرحه هو وعلق عليه ثم كتابه "مشكاة الأنوار" و"حلية الأبدال" و "الدرة الفاخرة" ثم انتقل بعدها إلى بغداد ولم يمكث فيها إلا مدة وجيزة ثم رجع بعدها إلى مصر سنة600هـ حيث اتهمه بعض الفقهاء فيها بأنه مبتدع ومعتقد بالحلول والإتحاد و الزندقة ووقع له فيها فتنة كبيرة وقدموا بذلك عرائض للملك العادل مدَّعين عليه بهذه الأباطيل مضطهدين بها آراءه وهو منها براء ولكن هذه عادة الجهّال الذين قد أعمت عيونهم الدنيا و الغيرة فترك مصر متجهاً إلى مكة المكرمة فألف فيها كتاب "مشاهد الأسرار" و"رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار" ثم ارتحل بعدها إلى الأناضول فأرمينية فالعراق ثم عاد مرة ثالثة إلى مكة فألَّف "الذخائر" وقد كان الجهد و التعب إثر مجاهداته وأسفاره هذه قد أخذ منه كل مأخذ، فقصد بلاد الشام متخذاً من دمشق مسكناً له في سنة 620هـ وقد صار في الستين من العمر ولم يغادرها حتى توفي رحمه الله وقد ألف فيها " الفصوص و الفتوحات المكية و الديوان و الوصايا اليوسفية..." و الكثير من المؤلفات التي لا يسعنا ذكرها هنا وتوفي رحمه الله سنة 638هـ في منزل ابن زنكي ودفن في الصالحية على سفح جبل قاسيون وأقيم هناك مسجد يعرف الآن باسمه ودفن بجواره ابنيه سعد الدين و عماد الدين رحمهم الله أجمعين.
أما عملي في هذا الموضوع فإني حاولت أن أبسط ما جاء في هذا الكتاب النفيس للغته الجذلة القوية و مصطلحاته الدقيقة مستعيناً بالله العلي القدير و مسترشداً إياه وطالباً منه السداد وهو على كل شيء قدير.

الخليفة الذي هو ملك البدن :

يقول رحمه الله تعالى (إعلم نور الله بصيرتك أن أول موجود اخترعه الله تعالى جوهر بسيط روحاني فرد ) بحيث كان يقصد الروح الذي من عالم الأمر لأنه ثمة عالمين أولهما عالم الأمر (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي).وأُريدَ بعالم الأمر ما صدر عن الله تعالى بلا واسطة إلا بمشافهة الأمر العزيز (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) وثانيهما عالمُ الخلق ( ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين). وقد عبر البعض عن الروح بمسمى (المادة الأولى)، وسبحانه يخلق الأشياء إما بلا واسطة وجعله سبباً لخلق شيء آخر، أو يفعل الأشياء عند الأسباب، وليس بالأسباب نفسها فالله تعالى يخلق فعل الإحراق عند تلامس الجسد بالنار، و سنته تعالى أن الفعل متوقف على السبب فالشبع لا يكون إلا بالأكل و الري لا يكون إلا بالشرب إلا أن الله سبحانه وتعالى قادر على فعل الأفعال بلا أسباب كقوله صلى الله عليه وآله ( أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني) .
وقد عبر البعض عن عالم الأمر بالعرش، بما أن العرش محيط بالعوالم كلها أو أنه يشمل كل العوالم ، وهو منبع الأمر والنهي وهو الفلك التاسع، وكذلك الخليفة (الروح) محيط بعالم الإنسان فلو كان في المخلوقات أعظم منه أي الروح لما قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى).والاستواء هنا ليس استواء مادي كما يفهمه بعض الجهلة بل هو استواء يعلمه الله وحده وقد فسره البعض أنه تمام إحكام صفة الرحمة .
وعبر البعض عن الروح بالعلم الأول لأنه حينما حمل الأمانة الإلّهية وعلمه الله الأسماء كلها (آدم) ثم سألهم الحق تعالى أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا فأمر الخليفة أن يعلمهم ما لم يعلموا فأمرهم بالسجود لمعلمهم لكن هذا السجود سجود تشريف لا سجود عبادة كسجود الناس عند الكعبة المشرفة .وهنا نقطة مهمة جداً فحين علم الله آدم الأسماء فهل عاين آدم المسميات كلها ؟ فيقول رحمه الله أنه عاين المسميات لكن على صورة مخصوصة، أي أنه عاينها في نفسه من حيث أنه مجمع أسرار العالم ونسخته الصغرى وبرنامجه الجامع، ولذلك عبر بعض السادة الصوفية بأن الإنسان مرآة الحق و الحقيقة لأنه كان موضع تجلي الحقائق و العلوم الإلهية و الحكم الربانية . وهذا لا يكون إلا عندما تكون هذه المرآة أصفى ما يمكن فيظهر فيه الحق بذاته وصفاته المعنوية ويتجلى له من حضرة الجود ( الحديث القدسي كنت سمعه الذي يسمع به و يده التي يبطش بها ...).
و كذلك عبر بعضهم عن الروح (بالإمام المبين) وهو اللوح المحفوظ ففي قوله تعالى (وكتبنا له في الألواح من كل شيء ) وكذلك قوله (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) و يقول الشيخ رحمه الله :ووجدنا العالم كله أسفله وأعلاه محصي في الإنسان فسميناه الإمام المبين الذي عند الله تعالى.
وباعتبار أن الإنسان هو الإمام المبين حقيقة فإن كل شيء مؤتمٌّ به،و على هذا فلا تصح الإمامة في أي مخلوق غيره.
لكن لماذا وجبت الإمامة له دون غيره؟فيقول الشيخ رحمه الله (نظرنا بما نستوجب الإمامة فوجدته استوجبها بأسرار وصفات هو عليها فقلنا في من؟ نفسه أو من غيره فوجدناها أمانة بيده فقرأنا إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فلاحت لنا مرآة الحق).
وهنا يصف الشيخ كيف اتصلت الأرواح بالأجساد فيقولكان شيخنا أبو مدين يقول لما رأوا الأجسام بيوتاً مظلمة وأقطار سوداء مدلهمة، فإذا غشيها نور الروح أضاءت وأشرقت كالأقطار إذا غشيها نور الشمس، و بالضرورة نعلم أن النور في بغداد غير النور في مكة .)(كالشمس فكل موضع يقابلها من الأرض يخلق الله فيه نوراً يسمى شمساً فكما تطلق على كل نور خلق في الأرض في مقابلة الشمس شمساً ليس يبعد ولا يمنع أن تطلق على كل نور أضاءت به أرض الأبدان روحاً). وهنا يشبه الشيخ رحمه الله الإمام المبين بالشمس فكما الشمس تفيض نورها على الأرض فإن الروح يفيض نوره على عالم الأبدان.
ثم يقول رحمه الله: (وكما يختلف قبول الأماكن لهذا النور لاختلافها فلا يكون قبول الأجسام الصقيلة للنور كقبول الأجسام الدرنة كذلك يختلف قبول أماكن الأبدان لغشيان الروح فلا يكون قبول البهيمة لفيضانه كقبول الإنسان ولا قبول الإنسان كقبول الملك،ونسبة الأرواح إلى الروح الكلي كنسبة ولاة الأمصار إلى الإمام ولذلك يثابون إن عدلوا ويعاقبون إن جاروا).أفلم يقل الله تعالى {وأشرقت الأرض بنور ربها }.
في إقامة مدينة الجسم و تفاصيلها كونها ملكاً لهذا الخليفة:

يقول رحمه الله تعالى: (اعلم أن الله سبحانه لما أوجد هذا الخليفة بنى له مدينة يسكنها رعيته، وأرباب دولته و تسمى حضرة الجسم و البدن، وعين للخليفة فيها موضعاً.)
وإن هذه المدينة مبنية على أربع أعمده وهي العناصر، وأما موضع سكن هذا الخليفة (الروح) أو موضع أمره ففي القلب لقوله صلى الله عليه وآله (ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن) وقوله (إن الله لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أعمالكم لكن ينظر إلى قلوبكم). و المستَخْلف ينظر دائماً إلى خليفته ليرى ما يفعله في ما استَخْلَفهُ فيه، وقد استخلف سبحانه الأرواح على الأجسام .{و لكن تعمى القلوب التي في الصدور}.
و القلب المقصود هنا ليس العضلة التي تنبض لأنه يشترك فيها الإنسان و الحيوان إنما هي فقط مكان لهذا السر وهي قصرُ له. فإذا مات الجسم وفني فيبقى هذا السر وهو المجيب في القبر إذا جاء السائلان.
وفي يقوله صلى الله عليه وآله (إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله). فسر الصلاح و الفساد لهذا القلب مرتبط بصلاح الرعية أو فسادها.
فإن الله تعالى إذا استخلف خليفة أعطاه أسرارهم وفهم عقولهم فيكون بذلك ممثلٌ ووجهٌ لهذه الرعية.
ثم يقول رحمه الله (ثم بنى له متنزهاً مشرفاً عجيباً عالياً في أرفع مكان في المدينة وسما الدماغ وفتح له فيه طاقات وخوخات يشرف منها على ملكهِ وهي العينان والأذنان و الأنف و الفم ثم بنى في مقدم ذلك المنتزه خزانة وسماها خزانة الخيال جعلها مستقر جبايته وموضع رفع ولاة الحس من حصيلة البصر و السمع والشم و الملموسات و الأمور التي يطمع فيها و كذلك الرؤى و الأحلام التي يراها النائم وكما أن الجبايات تكون حلالاً وحراماً كذلك في الرؤى مبشرات و أضغاث أحلام ، و بنى له كذلك في وسط هذا المنتزه خزانة الفكر الذي ترتفع إليه المتخيلات فيقبل منها الصحيح و يرد الفاسد و بنى له في آخر هذا المنتزه خزانة الحفظ. وجعل هذا المنتزه (الدماغ) مسكن الوزير الذي هو العقل،ثم أوجد له النفس وهي محل التغيير و التطهير ومقر الأمر و النهي وحظها من العالم العلوي الكرسي كما أن الروح محله العرش.) ثم يشير رحمه الله إلى أن هذه النفس هي كبنت لهذا الخليفة.ويقول أن لكل فعل فيه حظ لكون من الأكوان فهو من أمر النفس وكل فعل ليس فيه حظ إلا لله تعالى فهو من أمر الروح { قل الروح من أمر ربي}.
وللإنسان ثلاث أنفس، الأولى نباتية يشترك فيها مع الجمادات(الجسد) ونفس حيوانية يشترك فيها مع البهائم (المشاعر و الأحاسيس)، ونفس ناطقة يتفرد بها الإنسان عن هذين الموجدين ويطلق عليها اسم النفس الإنسانية و بها يتميز في عالم الملكوت، وهي التي سميناها بالبنت وذكرنا أنها تحت الخليفة.
ثم خلق الله تعالى أميراً قوياً مطاعاً كثير العدد و العدة ومنافساً لهذا الخليفة ومنازعٌ له في ملكه ومدينته وسماه تعالى الهوى {فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.
وكذلك خلق الله تعالى لهذا الأمير وزيراً سماه شهوة .
ويقول رحمه الله تعالى: (برز الأمير "الهوى" يوماً ومعه جنده يتنزه في بعض بساتينه فأشرفت النفس التي بنت الخليفة عليه فرآها الأمير و رأته فعشقها فأعمل الحيلة ليجتمع بها فما زال يستنزلها ويستعطفها و يهاويها بأحسن ما عنده و يرسل لها سفراء الغرور و رسل الأماني حتى مالت إليه و انقادت له و ملكها).
و حاولت أن تخفي ذلك عن الخليفة أبوها و شعر وزير أبوها (العقل) فحاول أن يناقشها لعلها تقبل منه وترجع عما كانت عليه من انقيادها إلى الأمير.
فصارت النفس هنا بين أميرين قويَّين مطاعين،هذا يناديها وهذا يناديها، و الكل من عند الله تعالى {كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا}.{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ولهذا جعلها محل التطهير و التغيير، فإن أجابت الهوى كانت الأمارة بالسوء وإن أجابت العقل صح لها اسم المطمئنة شرعاً لا توحيدا.
وفي هذا حكمة بالغة وسر عجيباً، وهو أنه لما أوجد الله تعالى هذا الخليفة على ما وصفناه من الكمال، أراد ربنا سبحانه وتعالى أن يعرف هذا الخليفة أنه مفتقر لله تعالى ولا حمل ولا قوة له إلا لربه تبارك وتعالى فخلق له منافساً في ملكه ومنازعاً له فيه .
فلما رأى الروح(الخليفة) أنه ينادي(النفس) فلا تجيبه فسأل وزيره ما المانع من أن تجيبني أليس هذا ملكي وأنا المطاع فأجابه الوزير (العقل) أن يا أيها السيد الكريم إن في مقابلك موجوداً قام لها في مقامك أميراً مطاعاً عزيز المنال صعب المرتقى يقال له ( الهوى) عطيتهُ معجلة مشهودة فأرسل لها وزيره (الشهوة) فعجل لها أمانيها وأوحى لها ما أوحى فأجابت دعائه و انقادت له وحارت تحت قهره وتبعها جندك (الجوارح) وبعض رعيتك إلا أرباب دولتك المتحققين بحقائقك و المختصون بك ، وها هو قد حل (الأمير) بفناء قصرك ليخربه ويخرجك من ملكك ويستولي على عرشك فدارك دارك قبل نزول البلاء و وقوع الهلاك ،فرجع الروح إلى بارئه تعالى يشتكي ،فثبت له في نفسه أنه عبد مفتقر عاجز ذليل، فعرف قدره .
فهذا هو المراد ...
فلو نشأ الإنسان على النعم و الخير طول عمره لم يعرف قدر ما هو فيه، حتى يُبتَلى، فإذا مسه الضر عرف قدرة المنعم وما هو فيه من نعم.
فلما رجعت الروح إلى ربها بالشكوى صار سبحانه واسطة بين الروح والنفس فقال لها {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِيوَادْخُلِي جَنَّتِي} فلما أتاها النداء حنت واشتاقت فأجابت و أنابت بالعناية الإلهية.

إلى هنا وأقف أخوتي خشية الإطالة و الإملال لكن للكتاب تتمة فأسأل الله العلي القدير المعونة لنتمه إنه مجيب الدعاء
و الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

سمر وهبه
ســَاحِر مراقب و مُشـْرف
ســَاحِر مراقب و مُشـْرف

عدد المساهمات : 1402
نقاط : 4188
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى