حكم حمل التمائم ( حجاب ، رصد ، حروز ، حصن ، قامة )والتي تحوي طلاسم ( اي شئ غير مفهوم

--------------------------------------------------------------------------------

ســــؤال: إنني شاب أحمل حجاباً أحضرته من عند معالج (ملا, شيخ, سيد....) بنية الخير والتوفيق بيني وبين أهلي , وللمحبة بيني وبين زوجتي, ولا أعلم ما بداخل هذا الحجاب وما مشروعيته ، وهناك حجب فيها كتابات غير مفهومة أو أرقام حسابية أو أحرف مقطعة أو أوفاق وفي أغلب هذه الحجب طلاسم مثل الوفق :

ب ط د 2 9 4
ز ه ج 7 5 3 6 1 8
و ا ح
وهذا الخاتم : مثل النجمة والمربع وارقام واحرف مقطعة ،يقولون انه خاتم سليمان أو اسم الله الأعظم ، يرجى بيان الحكم الشرعي .

الجواب : إخوتي في الله نحن المسلمين مرجعنا كتاب الله وسنة رسوله, لم يرد في كتاب الله ولا سنة نبيه أنّ الرسول حمل حجاباً أو حث على حمل حجاب, وما ورد عن الرسول: (من قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها)، ولم يرد أنّ من حمل عشرة مصاحف فله حسنة واحدة، وإذا كان الحجاب ينفع للخير لكان أول مـن عمـل حجـاباً هو سيدنا محمد لعمـه
أبي لهب من أجل هدايته, وهذا لا خلاف عليه عند جميع العلماء أنّ نبينا لم يحمل حجاباً ولم يحث عليه, وهناك بعض العلماء أجاز حمل الحجاب بشرط أن يكتب باللغـة العربيـة المفهومـة ومـن القـرآن الكريم والأدعيـة المأثورة فقط.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت الرسول ‘ يقول: (إن الرقى والتمائم والتِوَلة شرك). (أخرجه أحمد 4/156)
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ‘ يقول: (من علق تميمة فلا أتم الله له, ومن علق ودعة فلا ودع الله له). (أخرجه أحمد 17335 والطبراني 17/120)
وفي حديث آخر: (من علق تميمة فقد أشرك).
(أخرجه أحمد 4/156والطبراني)
وقال الإمام النووي: قال القاضي حسين وغيره من الأئمة: يكره للمحدث حمل التعاويذ. (المجموع 2/70)
وقال أبو عمرو ابن الصلاح في الفتاوى: كتابة الحروز واستعمالها مكروه وتركُ تعليقها هو المختار.
وروى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنَّفه عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن. وبإسناده عن عقبة بن عامر عن سعيد بن جبير قال: من قطع تميمة من إنسان كان كِعدْلِ رقبة.
وروى أحمد بسند رواته ثقات, والحاكم واللفظ له (7621) أنه جاء في ركب عشرة إلى رسول الله ‘, فبايع تسعة وأمسك عن رجل فيهم فقالوا ما شانه؟ فقال: (إن في عضده تميمة). فقطع الرجل التميمة فبايعه النبي ‘, ثم قالمن علق فقد أشرك). وفي (الكبائر) للذهبي قال: التمائم جمع تميمة, وهي خرزات وحروز يعلقها الجهال على أنفسهم وعلى أولادهم ودوابهم (سياراتهم), يزعمون أنها ترد العين, وهذا من فعل الجاهلية, ومن اعتقد ذلك فقد أشرك. ومن باب سد الذرائع الأفضل ترك العمل بالحجاب (التمائم القرآنية) وإن أجازه بعضهم.
والذين يجيزون كتابة التمائم القرآنية يستشهدون بالرواية التالية :
(عن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يعلمهن من عقل من بنيه ( أي يعلمهن المعوذات) ، ومن لم يعقل كتبه واعلق عليه ) مسند احمد قال الإمام النووي روينا في سنن أبي داود والترمذي .
للعلماء في هذه الرواية رأين :
ـــ الرأي الأول : أن عبد الله كان يكتب المعوذات في لوح ويلقها على بنيه ليتعلموها ويحفظوها ، لا لتكون لهم حرزا أو حصنا .
ـــ الرأي الثاني : أن عبد الله كان يكتب المعوذات لصغاره الذين لا يعقلون أي دون الخمس سنوات تقريبا ( في كن أو ورق أو جلد ) لتكون له حرزا أي حجابا .
يفهم من هذه الرواية عدة أمور منها :
1 ـ أن عبد الله كان يكتب المعوذات فقط للصغير دون الخمس سنوات تقريبا ، وليس لأطفاله الكبار.
2 ـ كان يكتب المعوذات ، وليس خاتم سليمان أو اسم الله الأعظم أو طلاسم أو أحرف مقطعة وطلاسم مثل : .
ـ أما ما نراه اليوم ممن يكتبون فغالبهم يكتبون طلاسم ، ويكتبون للكبير والصغير، وللعاقل والمجنون ، وللإنسان والحيوان .
وجاء في كتاب (حقيقة التوحيد) للدكتور القرضاوي: وإلى منع تعليق التمائم من القرآن, وكذلك ذهبت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في منع تعليق التمائم من القرآن رقم 992 تاريخ 4/4/1395 هجري.
فعليك يا أخي إن كنت تحمل حجاباً أحضرته من عند معالج أن تتأكد مما يحويه هذا الحجاب, فإذا كان فيه طلاسم أو كتابة غير مفهومة فأنت آثم في حمل هذا الحجاب وترافقك شياطين الجن.
و اعلم أخي المسلم أنّ كتاب (شمس المعارف) ما هو إلاّ شمس الشياطين الكبرى, وهناك كتاب منبع أصول الكفر (الحكمة), وكتب الطوخي, وكتاب الأوفاق المنسوب للغزالي, وكتاب (الرحمة في الطب والحكمة) المنسوب للسيوطي, فهذه الكتب وكل كتاب فيهِ طلاسم أو أرقام حسابية أو أدعية غير مفهومة أو خاتم سليمان أو اسم الله الأعظم, فهذه كلها أسماء شياطين الجن.
واعلم أخي أنّ في هذه الكتب ما لم يفعله إبليس بذاته, ففي مخطوط الشيخ محمد التونسي المغربي (ص185) باب المحبة هو أن تكتب سورة من القرآن الكريم وتضعها المرأة تحت قدمها ليحبها زوجها, وفي كتاب (السر الرباني) (ص20) هو أن تضع أسماء الله الحسنى تحت قدم المريض لتعرف حالته, وكتاب (الأوفاق) (ص51) أن يلبس المعالج ثياباً وسخة نجسة ويكون على غير طهارة وتكتب عند باب المستراح, وكتاب (الرحمة في الطب والحكمة) المنسوب للسيوطي (ص179) للمحبة أن تطعم نجاسة لمن تريد فإنه يحبك حباً شديداً. وهذه الكتب كلها فيها استعانة بالشيطان الرجيم. فيا أخي المسلم نقلت إليك ما في هذه الكتب، فناقل الكفر ليس بكافر، وكما قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيـه

ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
لذلك نجد كثيراً ممن وقع في الشر عن حسن نيّة وبقصد الخير, وهذا أحد أبواب استدراج الشيطان, فمن يكتب من هذه الكتب أو يدعو بها ولو كان بقصد الخير وحسن النية فعمله سحرٌ وإحضار للشياطين, وغالباً كل من يقرأ هذه الكتب يصاب هو وأهل بيته بمسٍ, ويدخل هو ومن يأتي إليه من المرضى تحت حديث رسول الله ‘: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد). (المستدرك للحاكم, صحيح الجامع5939)
فيا أخي كل من يقرأ هذه الكتب ويعمل بها تصيبه الشياطين هو وعائلته بأمراض كثيرة، وتكون حياتهم بائسة بعيدة عن الله سبحانه وتعالى، فإذا كنت ممن يكتب من هذه الكتب أو يتعامل بها فعليك التخلص من هذه الكتب بحرقها، والتوبة إلى الله بصدق.
وهناك الكثير من السحرة والذين كانوا يتعاملون بهذه الكتب بعد قراءتهم لدليل الحيران في العلاج بالقرآن، تبين لهم الحق من الباطل, وتابوا إلى الله ونور الله قلوبهم إلى الهدى, وكانوا مرضى فشفاهم الله, فندعو كل من يعمل هذه الأعمال ويعمل بهذه الكتب أن يرجع إلى الله, ونحن على استعداد على أن نقدم له يد العون ونهديه كتباً شرعية بالعلاج بما جاء بكتاب الله وسنة رسول الله فسيبدله الله من شقاء وتعاسة في حياته إلى سعادة وحلاوة إيمانٍ في قلبه. وأخيراً نسأل الله أن يردنا والمسلمين أجمعين إلى تحكيم كتاب الله وإتباع سنة رسوله .
__________________